سلالة الطين

يقول الكاتب، وهو يصف الرحلة إلى بغداد في سيارة دبلوماسية، بعد اختطافه من الكوتي: "...أخذنا نطوي الأرض في ذلك الظلام بصمت يشوبه التوتر.. أوشكنا على وصول صفوان.." ثم يصف الارتباك الذي حصل عند نقطة الحدود هذه، وإجراء معاملة العبور، وهو يجلس في السيارة مكبلا، فيقول عند انتهاء الإجراءات: "بعد مسافة ما قال السائق: أخرجو الديناميت من جيبه الآن، وفوا وثائق." ويضيف الكاتب قائل: "أخذت أتحسس معصمي، واعتدلت في جلستي، وأدركت أنني لم أزل حافي فانتعلت حذائي، وفجأة، وبما يشبه الوحي الذي يأتيني من فضاء ما بعيد، قلت بهدوء أخاطب السائق: "أنت وجماعتك لا تعرفونني، ولعلكم أمرتم بهذا الواجب. أما أنا فأعرف مصيري، واقول لكم ستظهر الحقيقة ذات يوم، فغذا ظهر لكم حق أنني كنت مذنب فعليكم أن تلقوا بعظمة في زقاق، وإذا ظهر لكم حق أنني كنت بريئ فعليكم أن تقذفوا بوردة نحو السماء. "خيم الصمت على الجميع، وشعرت كأنني أدهم على التكفير عن فعلتهم الشنيعة".

مؤلف:عطا عبد الوهاب
دار نشر:المؤسسة العربية للدراسات والنشر
منشور من طرف سلالة الطين:2004